أبو أيمن مشرف المنتديات
الجنس : عدد المساهمات : 52 نقاط : 42423 شكر : 9 تاريخ التسجيل : 18/04/2013 العمر : 40
| موضوع: علاقة المؤمن مع ربه ( الدعاء ) الثلاثاء أبريل 23, 2013 5:49 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النيين والمبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم.
نعود ونتحدث عن علاقة المؤمن مع ربه فهي كما ذكرنا فى المقدمة علاقة طردية تتمثل في تقرب المؤمن إلى ربه فيتقرب الله عز وجل إليه حتى تصل العلاقة إلى المعية.
ونأتي للجزء الأول من علاقة المؤمن مع ربه وهو الدعاء فالدعاء يعكس قوة العلاقة بين المؤمن وربه فيدعو المؤمن ربه مخلصاً متضرعاً معترفاً بكامل الوحدانية لله تعالى وأنّ لا منجى ولا ملجأ من الله إلا إليه فيستجيب له الله عز وجل بل ويعطيه أكثر مما كان يدعو به لأن الله تعالى اسمه الكريم .
وبرغم أن العبد أحوج ما يكون إلى الله فالله عز وجل هو من يدعو عباده لدعاءه فقد قال الله تعالي فى كتابه العزيز ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) وقال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان). وتأملوا معي هذا الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيراً فيردهما خائبتين ).
والمؤمن يدعو ربه ولديه كامل الثقة بأن الله سيتجيب له وإن لم تظهر صورة إجابة هذه الدعوة فى الدنيا فإن الله سيدخرها له رحمة يوم القيامة أو يكفر عنه بها من سيئاته و هذا مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم (ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له، فإما أن يعجل له في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل. قالوا: يا رسول الله وكيف يستعجل؟ قال: يقول: دعوت ربي فما استجاب لي) رواه أحمد والترمذي.
ونأتي هنا ببعض الصور من رحمة الله عز وجل على عباده المؤمنين وذلك من خلال الأمثلة القرأنية التي وضحت لنا كيف تكون علاقة المؤمن مع الله تعالى لعلنا نعتبر ونتعظ قال الله تعالى في كتابه العزيز (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) . وكلنا نعلم عظم بلاء نبي الله أيوب عليه السلام فقد أُبتليَ في ماله وولده وجسده وذلك أنه كان له من الدواب والأنعام والحرث شيء كثير وأولاد كثر ومنازل مرضية فابتلي في ذلك كله وذهب عن آخره ثم إبتلي في جسده يقال بالجذام في سائر بدنه ولم يبق منه سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما الله عز وجل حتى عافه الجليس وأفرد في ناحية من البلد ولم يبق أحد من الناس يحنو عليه سوى زوجته كانت تقوم بأمره ويقال إنها احتاجت فصارت تخدم الناس من أجله ولكنه صبر على البلاء سنين طويلة . ومع ذلك فإنه عندما نادى ربه قال ( أني مسني الضر) وأنظروا معي إلى ( مسني ) فلم يقل مثلا ( أصابنى أو أتعبني) ولكن قال ( مسني) ما هذا الأدب مع الله تعالى يانبي الله أيوب ؟!!!
ولذلك أتت الإجابة العاجلة من أرحم الراحمين ( فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر) وانظروا معي إلي حرف (ف) فى ( فاستجبنا) وأيضا فى ( فكشفنا ) وهذا يدل على سرعة الإجابة ، ولأن الله تعالى اسمه الكريم فقد زاد من كرمه تعالى لأيوب عليه السلام حيث لم يكشف عنه الضر فحسب بل أتاه أهله وماله وأكثر رحمة من الله عز وجل ، فعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما أيوب يغتسل عريانا، خر عليه رجل جراد من ذهب، فجعل يحثي في ثوبه فناداه ربه: يا أيوب، ألم أكن أغنيك عما ترى؟ قال: بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك)).
لا اله الا الله
ما هذه العلاقة بين عبد مؤمن صابر على البلاء وبين الله عز وجل؟!!!!
ونأتي بمثال أخر لأسيا امرأة فرعون فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز (وضرب الله مثلا للذين أمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا فى الجنة ونجني من فرعون وعملة ونجني من القوم الظالمين)
اسيا زوجة فرعون الذى كان أعتى أهل الأرض وأكفرهم وهى كانت ملكة على عرشها بين خدم يخدمون وأهل يكرمون ولكنها كانت مؤمنة وكانت تكتم إيمانها وعندم عرف فرعون بإيمانها غضب وتوعدها بالعذاب الشديد ان لم تكفر بالله ولكنها ابت الا طاعة الله فعذبها عذاباً شديداً حتى سالت الدماء من جسدها فلما اشتد عليها العذاب ورات الموت قالت ( رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ). قال ابن كثير " فكشف الله لها عن بيتها فى الجنة فتبسمت ثم ماتت " وقال العلماء ( اختارت الجار قبل الدار ) (وَنَجِّنِي)قال القرطبي ( نجاها الله أكرم نجاة ، فرفعها إلى الجنة ، فهى تأكل وتشرب وتنعم ).
اخواني الكرام هذه هي علاقة المؤمن مع ربه ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|
هيهـــــات ملكه المنتدى
الجنس : عدد المساهمات : 272 نقاط : 43020 شكر : 8 تاريخ التسجيل : 10/04/2013 المزاج : مبسوطه^^
| موضوع: رد: علاقة المؤمن مع ربه ( الدعاء ) الثلاثاء أبريل 23, 2013 8:58 pm | |
| هنا اوضحت لنا اهمية الدعاء حيث انه هو وسيلة اتصال بين المؤمن وربه وعدد من الادعيه التي تدعم علاقة المؤمن بربه .. استفدت منها كثيرا جدا .. جزاك الله خيرا ابا ايمن وبارك لك في انتظار بقية السلسله ...... ........................ | |
|
أبو أيمن مشرف المنتديات
الجنس : عدد المساهمات : 52 نقاط : 42423 شكر : 9 تاريخ التسجيل : 18/04/2013 العمر : 40
| موضوع: رد: علاقة المؤمن مع ربه ( الدعاء ) الثلاثاء أبريل 23, 2013 9:12 pm | |
| - هيهـــــات كتب:
هنا اوضحت لنا اهمية الدعاء حيث انه هو وسيلة اتصال بين المؤمن وربه وعدد من الادعيه التي تدعم علاقة المؤمن بربه .. استفدت منها كثيرا جدا .. جزاك الله خيرا ابا ايمن وبارك لك في انتظار بقية السلسله ...... ........................ حقاً إن الدعاء هو العبادة ،فعن النعمان بن بشير قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : ((الدعاء هو العبادة))، ثم قرأ: {وقال ربكم ادعوني استجب لكم } - أخرجة أحمد والترمذي وابن ماجة
لكن المشكلة الأساسية فى هذا الرابط بين العبد و ربه، أن أثره غير محسوس ، ويحتاج لدرجة إيمان عالية لاستشعار أن الله قد استمع لك وسيستجيب لدعائك عاجلاً او آجلاً بشرط إخلاص النية فى الدعاء إلى الله ، ولذلك قد شجع الله عز وجل الجميع على دعائه بذلك الحديث ، فعن أبى ذر الغفارى ، عن النبى (صلى الله عليه وسلم) فيما يرويه عن ربه :
(يا عبادى لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسألونى فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندى إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر) . (مسلم-الترمذى-ابن ماجة-أحمد)
ففى هذا الحديث تنبيه للخلق على إدامتهم لسؤاله تعالى مع إعظام الرغبة وتوسيع المسألة لما تقرر من أن خزائن الله لا تنقص بالعطاء أبداً .
لكن المشكلة الأساسية تكمن فى قلة الإيمان ، وتعجل استجابة الدعاء ، فيلجأ أغلب الناس لسؤال أمثالهم من البشر ، وهم جميعاً لا يغنون عن بعضهم شيئاً ، فالكل يحتاج إلى معية الله وسؤاله ، فكما قال الشاعر :
لا تسألن بنى آدم حاجة.....وسل الذى أبوابه لا تحجب الله يغضب إن تركت سؤاله.....وبنى آدم حين يسأل يغضب
كما نجد نفس المعنى فى ذلك الحديث الشريف : (من لم يسأل الله يغضب عليه) (البخارى-أحمد-الترمذى-ابن ماجة)
فنجد ان الله يدعوك على الدوام لسؤاله ، وبنى آدم ينفر منك ولا يستجيب لك ، فلا ملاذ ولا مفر لنا إلا بين يدى الله ، فدعونا ندعو الله موقنين بالإجابة .
كتب الله لنا الأجر جميعاً
وجمعنا في دار البقاء بالفردوس الأعلى إنه وليّ ذلك والقادر عليه. | |
|