صـــــــــــــرخة لون

أخرجت لوح الرسم .. والألوان .. ولوح دمج الألوان والفرش .. حتى أرسم ..

نظرت الي الالوان في شكلها .. قررت ان أضعها بعشوائية على لوح الرسم .. ولترسم الالوان بنفسها ما تريد ان ترسمه بتلقائية ..
سـ أترك العنان لها لتتحدث عن نفسها من خلال نفسيتي ..
سكبتها بعشوائية ..اندمجت مع بعضها .. تكونت منها تناغمات و
تركيبات غاية في الجمال والرونق .. صنعتها الصدفة .. لو كنت أريد دمجها عن قصد لما تشكلت بكل هذا التناغم اللذى جسد الاختلاف .. فمجموعات الالوان حين تتلاقى ..تصمت الكلمات ويصمت كل شي وتتكلم فقط العين ويغني الإحساس

جعلني ذلك أفكر في هذا الكائن الصامت الغريب .. اللذي يسحرنا .. اللذي يجعلنا نبني عوالم اسطورية احيانا نعيش بها وحدنا تتجسد في لوحات
او عوالم تعبر عنا كما يظهر على جدران بيوتنا
كيف يمتلك كل هذا السحر وكل هذا التأثير؟
كيف بمجرد النظر إاليه فقط تتشكل الخصوبة ويتشكل المِزاج

يتولد منه عبق الماضي .. وأيضا يكون ملامح المستقبل .. أحيانا نشمه ونتذوقه ..وهو بدون رائحه وبدون طعم
هذا الشئ الساحر اللذى يجبرنا على التغيير دائما .. الذى يقودنا دون سيطرة على انفسنا نحو الجنون احيانا .. ونحو العقل والهدوء في احيان أخرى

ذلك الشئ اللذى يبعث فينا شعورا ما بمجرد نظرنا إليه
نتقابل أحيانا فكريا ونكتشف أننا نفضل لونا واحدا ..
وقد نتلاقى نفسيا عندما ندرك اننا نحب لونا معينا ..يعتبر قاسما مشتركا بيننا

إن الله سبحانه وتعالى أبدع في خلقه، على أكمل وجه في جمال الطبيعة بألوانها الساحرة الخلابة وإبداعه عزّ وجلّ في تصوره الجميل بألوان باهرة غاية في النقاوة والصفاء.
!!

ان للالوان فلسفــــه حقيقـــــه حيث ان الألوان تؤثر في حالاتنا النفسية فتبعث فينا النشاط أو الهدوء وتدفعنا إلى الاسترخاء أو العمل الجاد او الانفعال. اضافة لذلك فإن لها أيضاً تأثيراً في حالتنا الجسدية إذ يمكن لأحادية اللون في المكان أن تسبب تعباً في البصر،
الكثير من الناس يتعامل مع الألوان، ولكن بعضهم يتعامل معها بانطباع نفسي دون التمرس في القراءة أو المعرفة بماهية الألوان ومدلولاتها النفسية. بعضهم لا يدرك ما هي الألوان الأساسية أو الألوان الثانوية، أو الألوان المتعاكسة أو المتضادة وما هي الألوان المتكاملة والمتضامنة، وغير ذلك.
كل انسان يفضل ويحبذ بعض الألوان وفي الوقت نفسه لا يحب او يرفض ألوانا اخرى. بالطبع، اختيار الألوان او رفضها وقبولها يعود الى اسباب متداخلة فيزيولوجية، نفسية، اجتماعية، دينية، رمزية، ذوقية.

الالوان هي جزء منك.. يستطيع الاخرون قراءتك من خلاله
ان.. ميلك إلى ألوان معينة يكشف مزاجك ومستوى نضجك.. طبعا بربطها بردود أفعالك! تركيزك على لون ما, قد يخبر البعض عن ما تريد إظهاره أو إخفائه

ومن الجدير ذكره ان للكل لون معنى نفسيا يتكون نتيجة لتأثيره الفيزيولوجي على الانسان. فيمكن القول أن الحالات النفسية والعاطفية قد تسبب عن آثار الألوان على الانسان. فالألوان مفرحة، مهدئة، مهيجة، محزنة، مشوشة، مقلقة، مؤملة، مخيبة وهكذا العوامل الاجتماعية كالآداب، السنن، التقاليد والعادات لها اثرها في اختيار وتفضيل اللون. فالسواد ليس لون الحداد والحزن عند كل الشعوب كما أن البياض ليس لون الفرح والسرور عند الجميع. والبيئة الجغرافية والأقليمية ايضا لها اثر يذكر في اختيار اللون، لأن كل شعب يمكن أن يحبذ لونا ويستثمره وفقا لظروفه البيئية والجغرافية.

من هنا نقول ان وظائف أي لون تختلف بأختلاف الحضارات والمجموعات البشرية.
ن الألوان المختلفة غالبا ما ترتبط بالحالة الوجدانية, والقيم, والجماعات, ولكن هذه الحالات غالبا ما تكون متغيرة بين الثقافات. فمثلا في أحد الثقافات يكون اللون الأحمر دافع للحركة, البرتقالي والأرجواني للحالة الروحية, الأصفر للابتهاج, الأخضر للراحة والدفء, الأزرق للاسترخاء, الأبيض يكون إما للنقاء أو الموت.

ومن خلال عضو فعال في تركيبة الإنسان (العين) هي التي تساعد على فهم حقيقة اللون ووصولاً على فهم ما الفن الحقيقي والتوصل إلى الرؤية الجمالية في هذا الكون من روائع اللوحات التصويرية المبدعة من الخالق والفنان المبتكر ولم نفتح المجال إلى فلسفة العين وماهية العين حفاظاً على منهجية البحث، إلى أن ينحو منحى آخر إلى الفلسفة العلمية والإبتعاد عن اللون ودوره من الناحية السيكولوجية والنفسية والعملية في تركيبة اللون؛ ومن خلط اللون مع بعضها وإنتاج لون جديد له مدلولاً نفسياً وفسيولوجياً والذي يتعلق بالمكان لهو إبداع في هذا الفن (العلم) لا ينحصر في موضوع متواضع كهذا وإنمايحتاج إلى مجلداتِ كبيره

بقلمي ميري

هان