لغز البعد الرابـــــــع

إنه البُعدُ الرابع .. من منا لا يعيشُ فيه ..؟
إنه بعدٌ تولد فيه الاشياء وتموت.. إنه الذي نشكو من رتابتهِ تاره وتارة أخرى يكون ذو إيقاعٍ شيقٍ وغير ممل
إنه سلاح في أيدينا ..

إما ان يقتلنا وإما أن يُنجينــا !!
إنه جزءٌ لا يتجزء منا ... ما فات منه جزء .. وما نحياه فيه جزء.. وما سيأتي منه لغزٌ نتوقف دوما عنده .. وهو أيضا جزء
إنه الشي الوحيد اللذي يمضي إلى الأمام ولا يتوقف ..
إنه الشي الذي يُذيب ويُبلي الكائنات .. تتحول في آخرهِ إلى تراب..
ويراها تتنتهي امام عينيه .. ناظرا اليها بتجبر .. ولا يبالي ..
يتابع السير .. ويتابع السير .. ويمر ويمر
يطرق باب كل فردٍ منا ... ويسأله : هل تريد مني شيئا .. أتريد أن تستغلني ..؟؟
قد يجيبه البعض نعم ويستضيفونه .. ويسيئون استغلاله ..
وقد يجيبه أخرون بنعم أيضا ويستغلون كل ذرةٍ فيه...بطريقة صائبه ..
وآخرون يجيبونه بــ لآ .. ويملئون حياتهم بالهواء .. لا المبالاة.. الفرغ

أيها اللغز .. احترت فيك
من أنا .؟؟؟ متى انا ؟؟ كيف انا
أجابني اللغز قائلا .. لا تهمني سوى كلمة (متى) فهي خير ما يعبر عني ..
استطردت الحديث معه وقلت : ولكنك مازلت لغزا
أجاب: وسأبقى لغزا محيرا حتى تفهموا وتعوا قيمتي .. ولن تعلموها حتى تأتي نهايتكم .. وسيكون الاوان قد فات وقتها

عندما سمعت هذا الصوت يخترق أذناي بتلك الكلمات شعرت برهبة شديده .. فيها تحذير ويحتاج ذلك الى تدبر وتامل
ولكن سرعان ما همس لي في اذني الاخرى قائلا .... سأريحك وأخبرك بالحل وعليك ِ ان تفهمي ما تبقى من اللغز
إسمي
الزمــــــــن ..

ومعناي لغزٌ حير الجميع .. حاولي ان تفهميه ... بحياتك بتجاربك .. وإياكِ أن تتحولى لترابٍ قبل أن تستغليني
ظللت واقفة في شرودٍ ودهشه ..

وإلى الان انا مازلت واقفه .. سابحة في مخيلتي .. غارقه في البحث عن معني ...
لأن تجاربي وقصصي ومعاناتي وحياتي .. لم توصلني إلى بؤرة معنى الزمن ..
لا أستطيع تداركه .. ولا اقوى على اللحاق به .. ولا استطيع التنبؤ بما يحمل .. ولا السفر اليه ..
حقا إنه لغزُ كبيـــــــــــــــــر

ومازلت في حالة الشرودِ ذاتها
بقلمي : ميري

هان