هيهـــــات ملكه المنتدى
الجنس : عدد المساهمات : 272 نقاط : 43020 شكر : 8 تاريخ التسجيل : 10/04/2013 المزاج : مبسوطه^^
| موضوع: بوح الثوب البالي الخميس أبريل 11, 2013 3:42 am | |
| .. رأيت الخزانة تمتلئ بالكثير من أحدث الفساتين وأجدد الثياب ,
ما زالت ببريقها ..
وما زالت ورقة المصنع معلقة في رقبة كل ثوب ..,
يوما ما كنت مثلها .. وكنت سعيدا بأن وجدت خزانةَ تحتويني , وكانت فرحتي عارمة عندما أشعرتني تلك الخزانة انها بيتي , لقد قضيت عمرا طويلا بها , وكنت وفياً لصاحبتي كثيرا , فقد ارتدتني في اجمل المناسبات , وكثيرا ما عاصرت مواقف حزن و فرح معها , وكثيرًا من الذكريات التي كنت ابتلعها في ذاكرتي بصمت , بطريقة تتناسب
مع طبيعتي كثوب
ولكن !
وأنا الان أمام تجربة إعادة تصنيع , أو ربما امام تجربة انتقال من شخص لآخر , والاخر قد يكون شخصا في
جمعية خيرية , أو فقير يشحد , كان حلما له ان يرتدي ثوبا مثلي في يوم من الايام ,
لا أعلم حقا أين سيكون مصيري
الا ان الزمن والايام خذلتني وستضحي بي صاحبتي في اول زرٍ سقط مني , وأول مزقٍ أصابني , فلم تكترث
لحالي وتُبقي عليّ أو ان تفكر في إصلاحي وارتدائي مجددا وفاءّ لكل ما بيننا من تاريخ , ولكنها لم تفعل
فلقد أخرجتني اليوم من خزانتها وطوتني ووضعتني في صندوقٍ من الكرتون .. استعدادا ً لتضحي بي ,,
كم أنا حزين !! .. كم أشعر أن وفائي لها .. كان غلطة .
فقد قررت ان أبوح بكل أسراري هنا قبل ان اواجه مصيري بالتمزيق في اعادة تصنيعي, لانه يقال ان ذاكرتي
ستتأثر مع اول مقصٍ ينهش نسيجي .. وأول فراق بين غرز الخياطةِ في جسدي
واعلم ان تمزيقات المقص ..لن ترحمني .. وسيسمع القاصي اصوات مزع اجزائي قبل الداني , وستظهر الفتلات
من بين جسدي كاالريشه .. فقد تنسلت وصرخت من ألم التنسيل .. وصرخات فتلاتي .. ستجعلني أحتضر وحينها
سأدرك اني في طرقي للفناء
أعلم أني لم اكن الثوب الأجمل من بين ثياب الخزانة , و لكن لوني الزهري وروعة تصميمي واختيار صاحبتي لي
بارتدائي في المناسبات الجميلة ,, كان كل هذا يبقيني على ثقة أنه لن يأتي يوم عليها لترميني .. بحكم اني شاهد
على أيام من أحلى ايامها .. ومواقف وذكريات رائعة بالنسبة لها .. كنت أظن انني حين امتص عرقها سأصبح جزءاً منها ..
ولكنها لم تبالي بثوب مثلي .. فقد اغرتها الاثواب الجديدة واصبحت تتجاهلني مؤخراً .. كنت أناديها دوما حتى
تلبسني .. ولكن سرعان ما أرى يدها اتجهت الي شماعة ثوب آخر فالتقطتها .. وأعتمت الخزانة بغلق بابها .. كنت
ادعو في سري بأن تخلعه وتتذكر اني كنت أليق عليها أكثر منه فتقرر ان ترميه هو و تعود لي فترتديني انا ..
ولكنها حتى في حالة حدوث ذلك .. كانت تلجأ لثوب ٍ آخر
كنت ثوبا مبهراً تعلو ياقتي الانيقة الكرانيش المهندمة .. بدرجة من درجات الزهري .. وتتخللها بضع خرزات تشكل وردة ..
أذكر ان اول من سقط من جسدي هي تلك الخرزات .. كنت حزينا لاجل سقوطها كثيرا .. ولكني قلت لا بأس لن
تؤثر بالتأكيد على شكلي فكلي اغرائات .. مازال لدي اكمام طويلة في نهايتها ازرار ملونة .. ولدي حزام يتمركز
منطقتي الوسطى , حزامُ من الساتان المستورد به زخارف مخملية .. ولمعات الساتان براقة .. وتتعاشق معها نعومة المخمل ..
والذي يزيد حزامي جمالا هو اللون الاسود فقد كان ظاهرا جدا في جسدي لان باقي الاجزاء وردية وفاتحة ..فقد
كان حزام بارز , وملفت كثيرا ..
كنت ثوبا ثريا .. وكان شعوري أيضا شعوراً ثريا ..فعندما كانت صاحبتي تختارني لأرسم جسدها ..كانت تغار مني
بقية الثياب , عندما تراني ابرز جسد صاحبتي وأجسد كل جزء منه بطريقه ناعمة وحالمة ... وكيف لا فقد كانت
ترتديني ليراها بي حبيبها ..فكان الزاماَ علي ان اجعلها في أبهى مظهر
أذكر ذلك الموقف حينما سقطت عينا حبيبها علي كنت خجلاّ اكثر منها .. فلم يترك ذلك الحبيب قطعه مني الا ونظر
اليها بشوق ,, لم اكن أدرك ان في العالم مشاعر كهذه .. فقد شعرت بطويات غريبة حينما لمسني حبيبها .. ولأول
مرة أشتم رائحة كائنٍ بشري آخر غير حبيبتي .. فقد غمرها وغمرني معها .. وذاب ثلاثتنا معا في دوائر تلك الغمرة
كل شيء الان سينتهي .. فها هي صاحبتي ستحمل الصندوق الكرتوني الذي يحتويني ..ستنتهي التجارب والذكريات
لسبب واحد فقط وهو اني أصبحت ثوبا بالياً, فماتت كل الذكريات ولم يعد لأصدائها قيمة في ذاكرة صاحبتي ..
ما يزال لدي الكثير لأخبركم به ولكن لا محاله فقد اقتربت النهاية ..
وعلى كل حال احمد الله ان مصيري سيكون ارحم من ان اعامل معاملة منشفة مطبخ
بقل مي
| |
|