هيهـــــات ملكه المنتدى
الجنس : عدد المساهمات : 272 نقاط : 43020 شكر : 8 تاريخ التسجيل : 10/04/2013 المزاج : مبسوطه^^
| موضوع: من مذكراتي (ســــــــارق الحلوى ) الخميس أبريل 11, 2013 3:35 am | |
| قسوة أبي ألهمته بأن تركني أذهب الى الروضة بمفردي , وانا ابنة الثالثة من العمر , سرت في الشوارع التي ما زلت اتذكرها , وكنت أتوقف عند بعض الأزقة ثم ألتفت يمينا ويساراً علني اتذكر اتجاه مبنى الروضة , نعم ها هو
دخلت اليها , نظرت الي المعلمة بغرابة ,أتيتِ وحدكِ؟ خجلت منها ورحت اتوارى بين المقاعد الصغيرة , كنت أخاف التحدث مع الكبار , لم اكن اعترف بأي امرأة سوى أمي ,
اقترب مني فتى ذو ملامح كبيرة , عيناه ملونتان بالرغم من قتامة لون بشرته وتجعد شعره , مازلت اذكر تلك الملامح .,
أمسك بيدي في قسوة وأخبرني أنه يريد أن يأخذ ما أعطتني اياه المعلمة قلت له في صراخ : لم تعطني شيئاً اتركني
جمع الصبية وأخذوا يقطعون شعري .. ويلعبون به كنت أصرخ وأبكي , والمعلمة منشغلة بالحديث مع اخرى فمن يبالي بأطفال يلعبون نعم هم يعتقدون ان هذا الصراخ لعباً , او ربما يحاولن إقناع انفسهن بهذا لارضاء ضمائرهن حين يفضلن التجاهل
كانت فروة رأسي تؤلمني كثيرااً , كنت أود ان يأتي أحدهم ويقتص لي من هؤلاء الصبية مازلت اذكر تلك النهنهات التي سكنت صدري وخرجت معها دموعٌ أحرقت خدي حين اتخذته طريقاً لها
وزعت المعلمة الحلوى , كنت آخذها منها وانا التفت حولي حتى تأكدت أن نفس الصبي لا ينظر إاليّ أخفيتها سريعا في جيبي وهرولت لمكان بعيد .. إنها الحلوى الجيلاتينية المفضلة وددتُ ان أُعزيّ نفسي بها لأنسى ما حدث لي فتحتها وهممت بتناول قضمة منها ,فإذا بالصبي نفسه قد انتشلها من بين يديّ,
والتهمها دفعةً واحدة , منتشياً ومتباهياً بفعلته أمامي , مستمتعاً بجعلي أبكي ,,
خطوت خطوات بطيئة بعيدا عنه .., وجدته يتحرك بمحاذاتي , يريد ان يرعبني فقط ,,
شعرت بأن خوفي يجعله في ذروة سعادته وسيطرته , كنت فقط انظر اليه وأبكي وكلما اقترب مني يزيد صوت صراخي , فقط أصرخ لأجل أن ياتي من يغيثني منه ,
منذ ان كنت طفلة وانا أبحث دوما عن رجلٍ يدافع عني وعن قناعاتي وعن نظرياتي وعن كينونتي كأنثى مذ طفولتي وأنا أتوسم في القدر دائما ان يأتي فارسي من بين الضباب وينتشلني من الاجواء القاتمة
أذكر اني توقفت عن البكاء فجأة وتيبست يدايّ , واقتربت من الصبي مجعد الشعر وصفعته بقوة , ولويت له اصبعه فسقط متألماً ,
ولم أكتف بذلك فقط بل أخبرته بصوت عالٍ سآخذ أمام كل شعرة من رأسي أصبعاً من أصابعك
مرّ عليّ عشرون عاماً ومازلت انتظر ذلك الذي سيغيثني ومازلت انتظر ذلك الرجل الذي سيدافع عني
اعتقد أني لمحته هنا ولكن سرعان ما اختفى وتوارى وابتلعه الجبل كن بخير ايها ال خفي فطيفكَ معي ميريهان | |
|